الجيش , فض اعتصام , ميدان التحرير , الثورة , 25 يناير
القاهرة- تجمع مئات المتظاهرين في ميدان التحرير بقلب القاهرة السبت 9-4-2011 عقب سريان أنباء عن اقتحام قوات من الجيش والشرطة الميدان فجرا، وقيامها باستخدام الرصاص الحي وقنابل مسيلة للدموع والعصي الكهربائية لتفريق مئات المعتصمين الذين بقوا فيه بعد انتهاء جمعة "المحاكمة والتطهير" للمطالبة بسرعة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وأسرته ورموز نظامه، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرح العشرات.
وأعلنت الحركات الشبابية والقوى السياسية أنها لم تدعُ للاعتصام في ميدان التحرير، غيرأنها انتقدت بشدة أسلوب القوة الذي استخدمه الجيش والشرطة في تفريق المتظاهرين، قائلة إنه يعيد للأذهان أجواء تعامل الشرطة العنيف مع الشعب خلال ثورته قبل تنحي مبارك.
كما طالب عدد من الثوار والخبراء السياسيين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير أمور البلاد حاليا بوضع جدول زمني لتنفيذ أهداف ثورة 25 يناير؛ حتى يدرأ عن نفسه تهم التباطؤ والتهاون التي نعتها به الكثيرون في الأيام الماضية.
وقام المعتصمون مجددا صباح السبت بنصب الخيام من جديد وإغلاق مداخل الميدان لحمايته، مستخدمين أسلاك شائكة كانت في حوزة قوات الجيش حين اقتحمته، ووقف بعض منهم على هذه المداخل لحماية الميدان الذي اعتصموا فيه حتى تنفيذ محاسبة المسئولين عن استخدام القوة ضد المتظاهرين وتنفيذ أهداف جمعة "المحاكمة والتطهير"وعلى رأسها إلقاء القبض على الرئيس المخلوع حسني مبارك وأفراد عائلته المتهمين بالتورط في فساد سياسي ومالي وتهم جنائية.
ووفقا لما نشرته صحيفة "المصري اليوم" فإن مسيرات تطوف الميدان الذي خلا وفقا لشهود عيان من أي تواجد للشرطة أو الجيش أو حتى عساكر المرور، وردد المتظاهرون هتافات من بينها "الشعب يريد إسقاط المشير"، "يادي الخيبة يادي العار.. أخ بيضرب أخوه بالنار"، والتي تؤشر لغضب المتظاهرين من استخدام محتمل للرصاص الحي في تفريق الاعتصام.
وبحسب اتصالات هاتفية تلقتها "أون إسلام" من شهود عيان بالتحرير فإن 5 قتلى سقطوا فجرا، بينهم 3 من ضباط الجيش الذين كانوا انضموا للمعتصمين عصر الجمعة؛ احتجاجا على ما قالوا إنه فساد في المؤسسة العسكرية يهدد بإفشال ثورة 25 يناير، وقتيلان من المتظاهرين المدنيين، فضلا عن إصابة العشرات واعتقال عشرات آخرين، فيما تحدثت وزارة الصحة عن سقوط قتيل على الأقل وإصابة أكثر من 70 شخصا، غير أن الجيش نفى وقوع خسائر خلال فض الاعتصام.
ومما زاد من غضب المعتصمين أن الجيش استعان في فض الاعتصام بعناصر من الأمن المركزي التابع للشرطة، وهذه أول مرة يدخل فيها الأمن المركزي لميدان التحرير منذ جمعة "الغضب" 28-1-2002، والتي أدى الاستخدام العنيف للشرطة للعنف إلى سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين في الأيام الأولى من الثورة التي اندلعت لإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.
وتحدث شهود عيان عن وجود بقع من الدماء على الأرض، في حين تم نشر صور لبعضهم وهو يمسك بطلقات ذخيرة حية؛ مستدلا به على استخدامه ضد المعتصمين في الميدان بكثافة.
وكان إعلان عدد من ضباط الجيش برتب صغيرة انضمامهم للمتظاهرين عصر جمعة المحاكمة والتطهير التي حضرها نحو مليون متظاهر؛ احتجاجا على ما يقولون إنه فساد في المؤسسة العسكرية يرعاه وزيرها المشير حسين طنطاوي أحدث ارتباكا شديدا بين المتظاهرين، ما بين مصدق للضباط ومتعاطف معهم، خاصة مع وجود إحساس عام بالتوجس من "تباطؤ" الجيش في تنفيذ بقية أهداف الثورة والقبض على مبارك وأسرته وكبار رموز نظامه، فيما انتقد آخرون حركة الضباط تلك، معتبرين أنها تهدد بتصدع المؤسسة الوحيدة المتماسكة في الدولة الآن، والتي يهدد تصدعها مستقبل الثورة والبلد كلها.
ولم يُشاهد أيا من الضباط المحتجين صباح السبت في الميدان وسط المعتصمين الذين يتحدثون عن قيام الجيش باعتقالهم جميعا، إضافة لسقوط عدد منهم قتلى.
وكان مصدر رسمي صرح، عصر الجمعة، بأنه يجرى التحقق من صحة انتماء الضباط الذين يرتدون الزي العسكري بميدان التحرير للمؤسسة العسكرية من عدمه.
وتم نشر صور لدخان كثيف يتصاعد بوضوح في الميدان جراء احتراق حافلة نقل ركاب مدنية وناقلة جنود، غير معروف من المسئول عن احتراقها.
بيانات الجيش والثوار
وسارع الجيش لتهدأة الرأي العام عبر إصدار البيان رقم (34) الذي حمَّل فيه مسئولية ما جرى لما وصفهم بـ"فلول الحزب الوطني"، وهذه أول مرة يتسخدم هذا التعبير، قائلا إنه تم إصدار أمر بالقبض على رجل الأعمال المقرب من نظام مبارك، إبراهيم كامل، وعدد آخر من رجاله بتهمة إرسال بلطجية لإثارة الشغب في مظاهرة جمعة المحاكمة والتطهير.
ونفى الجيش وقوع أي قتلى أو مصابين في تفريق الاعتصام قائلا إنه "قام بالتصدى لأعمال الشغب وتطبيق حظر التجوال بدون أي خسائر".
كما سارعت من جانبها الحركات الشبابية الثورية والقوى السياسية للتبرؤ من الدعوة للاعتصام بعد انتهاء جمعة المحاكمة والتطهير، وتدعو الجميع لضبط النفس، غير أن بيان صدرعن اللجنة التنسيقية لقوى الثورة التي تضم حركات شبابية ثورية وقوى سياسية ظهر السبت هاجمت الطريقة التي اتبعتها القوات المسلحة في فض الاعتصام التضامني مع الضباط المعتصمين.
وقالت حركة شباب 6 أبريل في بيان آخر: "إن هذه الطريقة تعيد الذكريات إلي أحداث ليلة 25 يناير من إستخدام القوة المفرطة في فض الإعتصام من قبل قوات الداخلية، من خلال إطلاق القنابل المسيلة للدموع، والرصاص الحي".
وردا على بعض التقارير الإعلامية التي وصفت المعتصمين بالبلطجية قالت الحركة: "تؤكدالحركة إن غالبية الأفراد المدنين الذين موجودين في الميدان كانوا من أبناء ثورة 25 يناير، ومن بينهم نشطاء سياسين المعروفين طبقا لما ورد إلينا من أسماء المصابين والمعتقلين ومنهم الزميل "أحمد رفعت" والزميل كريم محي الذين تم إعتقالهم من ميدان التحرير أثناء فض الإعتصام".
كما طالبت الحركة المجلس الأعلى العسكري بألا يتم اتخاذ قراراته بشكل انفرادي، بل أن يجري التنسيق مع القوى الوطنية وشباب الثورة.
كما جدد عدد من الخبراء السياسيين إشارتهم لضرورة أن يضع المجلس العسكري جدولا زمنيا لتنفيذ أهداف الثورة، ومن بينها القبض على نظام رؤوس النظام المخلوع وحل المحليات وإقالة المحافظين العاديين و"تطهير" الإعلام وغيرها؛ وذلك لوضع حد لحالة عدم الاستقرار التي سببها عدم وضوح خطوات المجلس العسكري، وسياسته في تنفيذ أهداف الثورة، حتى اتهمه البعض بأنه لن ينفذ بعضها، وبخاصة محاكمة الرئيس المخلوع وأفراد أسرته ورموز نظامه وإعادة الأموال المأخوذة من موارد الدولة بطرق غير مشروعة.
0 comments:
إرسال تعليق